وتــســـتــمر الحيـــاة
سأبدأ حديثي , بسؤال وجهته فتاة لايتجاوز سنها
الثامنة , تعبت من مشاهد الاسى التي تراها كل يوم في قنوات أخبارنا , ملت من رؤية
انباء منازل تهدم فوق رؤوس سكانها , وهروب مسؤولين بعد نهبهم أموال الحجيج , ووقوف
طلبة أمام قبة البرلمان مطالبين بحقه في العمل , نطقت ببراءتها المعهودة وبصوت أسكت
افراد اسرتها ......اش عطاتني هاد البلاد ......الله يعفو علي منها....نظرت اليها
أختها برؤية حنان لم تنسها لحد الان , طلبت منها الاقتراب , وشوشتها في أذنها
الصغيرة , قائلة : "على الاقل , حينما تستيقظين , لا تجدين أفراد اسرتنا ميتين حولك
...ولا رصاص جندي صهيوني يخترق جدران بيتنا...."
سكتت الطفلة واغرورقت عيناها
دموعا بريئة ...وأحست ا شيييأ تغير فيها
أحبك يا وطني
ليس العيب في مغرب صنعه اجدادانا فضيعناه
بأيدينا ; ولكن العيب كل العيب فينا , نحن من ابتعدنا عن ديننا وقلدنا غربا كنا
يوما ملوكا عليكم , نسينا تقاليدنا وعاداتنا ونخوتنا وشهامتنا كعرب أمازيغ ومسلمين
; نسينا انه سيأتي يوم نحاسب فيه على وطننا فتعجز ألسنتنا عن الدفاع
عنا..
في وقت أصبحنا نرى فيه المنكر ونتجاهل تغييره ,
ولو حتى بالكلمة : كم مرة رأينا فيها سارقا يدخل يده في حقيبة امرأة عجوز , ولم
نبدي حراكا , وكم مرة
رأينا رجلا يتحرش بفتاة محاولا اخضاعها والاعتداء عليها , فلم ننطق ببنت شفة ;
ماكاين غير راسي يا راسي ...بل الادهى من ذلك نلصق بها تهما قد نرفضها على أخواتنا
..ناسين او متناسين ان ءخواتنا قد يتعرضن لنفس الموقف فلا يجدن مغيثا
..........
أصبحنا في زمن نرى فيه شاباتنا يبعن أعراضهن لمن
يدفع اكثر , تحت شعار الفقر كفر , وأصبحنا نرى شبابنا يعتبرون بناتنا متعة
لهم...اللهم هوما ولا البراني........متناسين
ان اصابع اليد تختلف......
أتى الزمن الذي تسأل فيه طفلا صغيرا عن حلمه
فيجيبك عن رغبته في مغادرة المغرب وعلاش .....باش يدخل بحديدة , كأنما خلصت
"الحديدات" من البلاد وكأنما لا حياة لمن لا حديدة له
ليس
بالغريب اننا نعيش في زمن اللعنة, بعدما أصبح هدف الجميع هو المال , نهبا وسرقة ;
مهما كانت الوسيلة ومهما كان المسروق , فكل شيء مباح في هذا المغرب , أصبحنا نفكر
بعقلية القطيع , حيث لا بقاء الا للاقوى..
.ومع ذلك تستمر الحياة ............
خلاصة القول ..بلدنا رائع , جميل جدا , هبة من
رب العالمين , يجب ان نحمد الله عليها كل ثانية ; عوض ان نجحدها
*********
يوم نستطيع أن نقف يدا واحدة ضد الظلم بشت أنواعه , يوم نفكر
بالغير قبل أن نفكر بأنفسنا ونراعي ديننا وربنا في تعاملاتنا مع بعضنا
........ويوم نحب وطننا لأنه وطننا فقط لا غير دون انتظار القابل , لأنه اكبر من أن
نتصوره ..........حينذاك نستطيع أن نقول أننا بخير , ويحمد كل واحد منا ربه مليون
مرة لأنه مغربي
حينها سيصبح المغرب اجمل بلاد الدنيا .........وهذا يكفينا
نتمنى المعنى يوصل ; والفاهم يفهَمْ