اليوم الثامن
آه كم أشفق عليك أيها اليوم الثامن، أعلم أنك لا تحيا إلا مرة واحدة في السنة ، لكن ضغوطاتك تزداد ، فعديدون ينتظرون قدومك ليحتفلوا بشيء، أو بأشياء عديدة يقدسونها ، أو يرسمونها وربما يتحاملون عليها
قالوا إنك ذكرى اليوم العالمي للمرأة ، جميل جدا . فيك سترفع الأعلام وتكثر الشعارات ، وسيعلو صوت المناضلين والمناضلات والمدافعين والمدافعات عن حقوق النساء. سوف تمجد الأنثى كأنها لا تستحق سوى يوما واحدا في السنة كي تمجد فيه، وسنقول للرجال: ها أنتم ، تحتفلون معنا بنسائكن ، أكرموهن نهارا ، وأحبوهن ليلا ، واضربوهن غدا صباحا
جميل جدا ، ستظهر الكتلة النسائية المارسية ،نساء أنيقات رشيقات يجاهدن للحصول على الحريات ، ربما لاستعمالها كواجهات. فبعضهن ينسين أن في هذا الكون الجميل ، هناك فتيات مظلومات ، مغتصبات وخادمات ، سارقات وجاهلات ،فدائيات ومحاربات ، غاضبات وعاهرات، ذنبهن الوحيد أن ذاك الإكس اللعين جعلهن بين الأجمعين ، مجملات بتاء التأنيث
سمعتُ أيضا ، أن البعض سيحتفل فيك باليوم العالمي للحجاب ، جميل جدا . وعلمتُ بعدها أن آخرين جعلوا من هذا اليوم ، فرصتهم للدعوة لنزع الحجاب، يعتقدون أنه تقييد للحرية ، كيف عرفوا ذلك وهم ذكور لم يجربوه ، أو إناث لم يمتلكن الشجاعة لاتخاذ قرار ارتدائه.. غريب هذا الأمر ، نحكم على أمور لم نجربها ولم نراها.. هكذا حالنا ..
مائة سنة مرت ، ونحن نحتفل بك أيها الثامن من مارس ، ونقدس معك المرأة ، كجسد وروح وانسان ، فنكرم مستغانمي ، ونبجل عائشة الشنا ، ونتوج ميشيل أوباما ونحيي أوبرا وينفري... ومع كل النساء أتذكر بحنين قوي ، كل المغربيات ، فأحييهن كما تمنح التحايا في هذا اليوم لكل بنات حواء : كل سنة وجميع نساء بلدي رائعات