قـصة القـلـم والـقـدم
فضول
عجيب ذلك الذي تملكني حينما أخبرني أحد الاصدقاء أن لاعبي الفريق
الارجنتيني ;يتابعون دراستهم الجامعية بالموازاة مع احترافهم لكرة القدم
على الصعيد الدولي...فمنهم من يدرس القانون وآخر يدرس الطب وعديدون يدرسون
القانون الدولي او ينخرطون في الجامعة الرياضية ; استغربت كثيرا مما سمعته
فقررت البحث عن المستويات الدراسية للاعبي منتخباتنا الوطنية ; ولكم ضاع
جهدي سدى.........
لم
أجد أي معلومات تذكر;فجميع الكتب والمجلات التي قرأتها وجميع المواقع
الالكترونية التي زرتها والتي تهتم بلاعبي منتخبنا, لم تكن ابدا تذكر في
سيرة اللاعبين أية معلومات عن المستويات الدراسية عنهم رغم أنها كانت تعطي
معلومات اكثر ندرة وأكثر خصوصية عنهم
شيء
ليس بالغريب ; فما قاله اجدادنا القدامى, لا يزال ساري المفعول ""ايلا
ماجات بالقلم , تجي بالقدم"", فمن يملك في بلادنا السعيدة قدما يصعب عليه
أن يجاري دراسته ومستقبله القلمي بسبب ظروف يمكن أن يصنعها بنفسه ويمكن أن
تفرضها عليه ضريبة الكرة
أندية
عديدة تطالب لاعبي مراكزها التكوينية بنتائجهم الدراسية وتشترط حصولهم على
معدلات اكثر من المتوسطة من اجل ابقاء اسمائهم في لائحة الحاملين قمصانها;
لكن الامر ينتهي ببلوغهم مرحلة الثانوي أو قبل ذلك اذا كانوا يتوفرون على
قدم قوية تستطيع جلب أهداف أكثر من استطاعتها جلب نجاح دراسي...
أي
أنه في بلادنا السعيدة ; من أراد أن يصنع مستقبلا كرويا مجيدا , فما عليه
سوى التضحية بدراسته وبغيرها فقط من أجل مستديرة لا تستقر على حالة ; فأن
حالفه الحظ ولم تخذله المنفوخة هواء; فقد يعيش عالما احترافيا يجلب له
شهرة واسعة بثروات لا تعد ولا تحصى, يستطيع بها اكمال تعليمه ان أردا ,
أما ان توقف دماغه عن العمل; فما عليه سوى استثمار أمواله في مشاريع تدخل
عليه أرباحا طائلة وفي اقتناء مظاهر يستطيع بها أن يزكي صورة اللاعب
البارع ذي القدم الذهبية
كم
هو سيء ان نرى لاعبينا يفتقدون لأي مستوى تثقيفي وعلمي ودراسي يميزهم عن
الاخرين ; فلا يكونون سوى جسدا يتحرك وراء كرة مستديرة تحول مسارهم وفق
هواها; لتلعب بمستقبلهم الذي يصير مجهولا جهل أصحابه
وكم
هو جميل لو أننا نرى لاعبي بلادنا يوازون اتقانه المبدع لفن الكرة , مع
دراسة يستطيعون بها أن يضمنوا ان مصيرهم لن يتعلق ابدا بالكرة ولن يتوقف
بحادث اليم يصيب اقدامهم او بمدرب عجوز يرفض ان يكونوا لاعبين في فريقه
.........
نتمنى المعنى يوصل ; والفاهم يفهَمْ