العز والذل في أرض المغرب
الوطن كالأم; لا نحبها لأنها أجمل نساء الدنيا , لكن نهواها لأنها أمنا , وهذا يكفينا
ما يجلب الفخر لنا ويعزنا هو أن نرى بلادنا تقطع أشواطا مهمة في الديموقراطية; فيتحرر اعلامنا وتمنح حرية التعبير لمن أراد أن يعبر وتخفف القيود على كل قلم حر أراد أن يكتب كلمة حق.
لكن ما يجلب الذل والهوان , أن نرى أقلاما تخطيء فهم الحرية الممنوحة لها; فتحاول المساس بديننا وبعقيدتنا , بوطننا وبوحدتنا , محاولة السخرية من شعب عرف كيف يصنع قدره بنفسه ومتناسية أن الحرية تنتهي عند المساس بحرية الاخرين ..
**********
مايعز ; هو أن نرى العديد من المغاربة في بلاد المهجر يرفعون راية بلادنا عاليا , فينبع منهم العالم والرياضي المتألق والطبيب والطيار والمهندس والفنان ; كلهم يحملون لواء مغرب صنع الابطال منذ نشأته, مهاجرون عرفوا كيف يخدمون بلدهم في الخارج ليجعلونا نفتخر بهم ونفتخر بانتماءنا لهذا الوطن ...
لكن ما يجلب الذل , أن نرى آلاف الشباب يحاولون الهجرة سرا للبلاد الاجنبية; فقط تهربا من مسؤولية تجنبوها هنا في بلادهم , شباب ورد يغرقون كل مرة في بحار أبت أن تجعل من غير لحومهم غذاء لحيتانها
**********
ولندخل مجال رياضاتنا بصفة عامة ورياضة كرة القدم خصوصا فأصناف العز والذل فيها كثرت حتى صعب علينا التفريق بينها..
فما يعز وكم هو جميل أن نرى بطولتنا الوطنية تحتل المراتب الاولى بين البلدان العربية, مستوى متقدم لتقنيات اللاعبين , وأقدام ذهبية جديدة تبرز كل سنة مؤكدة أن الخلف موجود والحمد لله...
لكن المذل ; أن نعلم أن العديد من أنديتنا تعاني حالة افلاس ; وأن ملاعبنا تليق لأي شيء الا أن تلعب فيها مباراة لكرة القدم ; وأن مواهبنا تدفن امكانياتها يوما بعد اخر...
**********
ما يجعلنا نحس بالفخر , أن نرى مغاربة أبوا أن يحملوا قميصا غير قميصنا الوطني ; فيقبلون نداء الوطن رغم كل الاغراء ات المادية و المستقبلية
لكن ما يشعر بالذل , هو أن نرى شباننا قبلوا أن يحملوا قميصا غير المحمر بالاخضر ويلعبوا لفرق ربما قد تربحهم الكثير لكنه أبدا لن يحسوا بالانتماء لها......
*********
مايعز أن نجد جماهيرا عديدة تساند فرقها حتى النهاية وتحلق معها بين المدن تشجعها في الخسارة وفي ا لربح ; متألقة في فنون التشجيع لا لهدف سوى الوقوف مع فرقها ومساندتها...
لكن ما يجب العار , أن نرى شبابنا يحولون هدف التشجيع الى مشاجرات بدون سبب , مشاحنات تجعل البغضاء تسكن قلوبهم لتحولهم لمجرد مجرمين سارقين عابثين مخربين بل حتى قاتلين , والسبب , تافه لا علاقة له بالرياضة , لأنها قبل كل شيء أخلاق , تجردوا هم منها في تشجيعهم..
*********
ما يجلب العز لنا كمغاربة , أن نرى أقدام أسودنا يحسب لها ألف حساب , تحرك في مبارياتها الملاعب فيجد الخصم نفسه غير قادر على مجابهتها, لأن الأسود تبقى أسودا وتستحق دوما الأفضل فالأفضل...
لكن ما يجلب الحسرة والألم ; ألا تقدر هذه الاسود على تحقيق حلم المغاربة , على تحصيل لقب يمجدهم ويمجد بلادنا بين جيراننا , فنكون بدون لقب أسودا جريحة لا تملك وسيلة لمداواة جراحها غير الصبر وانتظار القادم ليبدأ الحلم الجديد في عام جديد مع جيل ربما يكون جديد ; لكنه يبقى مغربيا , أحيانا يجلب لنا العز وأحيانا يجلب لنا الذل
نتمنى المعنى يوصل ; والفاهم يفهَمْ
....