عيد الاستقلال
سألت صديقتي عن سبب عطلة يوم الأربعاء ، فأجابتني أنه عيد من الأعياد لم تعرفه
فعاودت سؤال صديقة أخرى فقالت :ربما بسبب مباراة مصر والجزائر، في جميع الأحوال هناك عطلة يوم 18 نونبر وهذا هو المهم: نوم وراحة واستراحة من عناء الدروس
لم يكن سؤالي أبدا عن جهل بماهية هذا اليوم ، فقد ألفته منذ أيام الابتدائي حيث نستعد دوما لالقاء أغاني وأناشيد في هذا الشهر المليئ بالأعياد الوطنية. فنصرخ بصوت الحسن ينادي ونُضرب لأننا ننشد 3مارس قولوا مرحا ونُجازى أخيرا بتنظيف القسم ومسح الغبار احتفاء بعيد الاستقلال المجيد ، قبل أن نفرح بقضاء أيام العطل السعيدة
لم أعرف أبدا لماذا نعتبر شعبا لا يقدر تاريخه ولا يستغله لتطوير حاضره وتشبت أبنائه بالوطن، باعتبارنا بلدا لم تستعمر الا بعد وقت طويل من احتلال أغلب الدول العربية والافريقية. وباعتبارنا كذلك عشنا سنوات نضال وكفاح ومقاومة يشهد لها التاريخ قبل أن نحصل على الاستقلال. هذا دون الحديث عن تاريخ ما قبل الاستعمار وقبله تاريخ المغرب المنسي جدا ماقبل الدولة الادريسية والحضارات الامازيغية العظيمة
وفي وقت يقول فيه أحد الشباب المغاربة أن المغرب هو أحد البلدان التي ليس لديها حدود برية مع أي دولة ، نرى أن شبابا من دول أخرى يعرفون الكثير عن تاريخ بلدانهم من الألف للياء . وسبب هذا الاختلاف ربما يعود لوسائل الاعلام او للمناهج الدراسية او للشعوب نفسها أو... الله اعلم
وفي الحديث عن الاستقلال وأعياده الوطنية الثلاث 18.17.16 نونبر ( عيد الرجوع ، عيد الانبعاث وعيد الاستقلال) توضع علامة استفهام كبيرة حول مدن من بلدنا ما زالت مستعمرة ، وجزر مازالت تحمل أعلاما غريبة عنا وصخور في شواطئنا ، ان اقتربت منها فسيكون مصيرك الاعتقال بسرعة البرق ، وخريطة وطن لا تكتمل بصحرائها الا بعد خلل تقني
كم أنت رائع يا مغربي