روح ووزرة بيضاء
.هنا ، في هذا المكان البارد ، تجمع الذي قيل عنهم انهم أكثر الناس حظا ، فهم يستطيعون بابتسامتهم أن يروا ما لا يقدرالآخرون على رؤيته
.هنا ، تعلموا أن يأمروا الناس بعمل ما يقولون ، ونسوا أن يعلموا أنفسهم فعل ما يأمرون به الآخرين
.هنا ، يجسلون جميعا ، منهم من يملك الموهبة، ومنهم من يملك المهارة ، وآخرون يملكون الذكاء وقليلون يملكون الروح
اجتمعوا في عالمهم الصغير ، جعلوه مختلفا وقليلون منهم من تمكنوا من تجاوزه. أرادوا من وزراتهم البيضاء أن تميزهم ، لكن في زماننا هذا صار الأبيض يجمع كل الألوان فصاروا هم أشباحا تجول الغرف الباردة ليلا ، فلا تفرق بينهم وبين ملائكة عذاب ، او بين عمال تنظيف أو بائعي لبن قديم
فقط هي الروح التي تجعل الواحد منهم مميزا عن البقية ، هي أمور تحس ولا ترى ، هي التي تميز بين من لا ينام ليلا إلا اذا اطمئن على كل من جعلوا حياتهم بين يديه ، وبين من لا ينام مخافة لومة رئيس. وبين من ينام قبل الأوان فبكل بساطة هو حقق مبتغاه ويكفيه أنه صاحب بذلة بيضاء
.