♠♠ هــيَ والمِـرْآة ♠♠
وقَفَتْ أمام المرآة كعادتها كل يوم ، تجهز نفسها من أجل الخروج لجامعتها
جميلةٌ هيَ, ببشرتها البيضاء الصافية وشعرها الاسود القاتم كظلمة الليل , ينسدل بعذوبة على كتفيها
مررت أصابعها على هذا الشعر،أحست بفخر لأنها تملكه، وعشرات من صديقاتها يحسدنها عليه
لاعبته بحنان، ثم جمعته من على كتفيْها
في كلتا الحالتين , هو رائع ووهي أروع به
حملت منديل والدتها
وضعته فوق كتفها, نظرت الى نفسها جيدا
قلبها يخفق خوفا
وضعت المنديل على رأسها
تبدو أجمل
" لا , لا أبدو أقبح.."
جميل شعرك حينما يلاعبه الهواء , فهل ستُحْرمين من هاته النعمة؟؟
"سيكون أجمل حينما ُتفْرحِين قلوبا وتكونين عروسا في الجنة "
وضعت المنديل فوق رأسها ثانية , شدته برفق
تبدو أجمل, نعم أجمل وأكثر اشراقا
اعتقدت أنه يحتاج لتعديل , ليصير أكثر وأكثر جمالا
وكأنه عاندها , فلم تجد أي تعديل يلائمها..
صلابة تفكيرها جعلتها ترفض أن تخرج الا بعد تعديله
أخيرا وجدت صورة تليق بها وتشرح صدرها
منديل أسود , يشع من وسطه نور أبيض
قلبها يخفق هاته المرة فرحا , وخجلا
كيف سمحت لنفسها أن تعيش 20 سنة دون أن ترى هذا النور..
لباسها لا يلائم هذا المنديل
ارتدت معطفا فوق ملابسها رغم أن الجو كان حارا; لكنها لم تشعر الا بسرور ملك جوارحها
احتضنت مرآتها وسارعت لتقبيل رأس والدتها التي زغردت فرحة بعدما فوجئت بالتغيير المثير في شكل ابنتها
خرجت محمرة الوجه , محنية الرأس
لم تستطع ان تنظر في عيون الآخرين , أحست أن الجميع ينظر اليها....
توقفت لحظة في وسط طريقها , استجمعت قواها , رفعت رأسها عاليا..
ابتسمت ثم واصلت مسيرها
لا يوجد ما تفتخر به أكثر مما أنجزته الآن...فهي عروس في الجنة , ولا عروس تحني رأسها, وهذا المنديل الذي يلف رأسها , ويغطي شعرها صارحجابها و فخرها وتاجها الذي ستتباهى به ما بقي من حياتها..