طاكسي ....طاكسي 2
طاكسي.......طاكسي.......ليلة الجيلالي
حل الليل القاتم ; وقت عودة الجيلالي لبيته بعد يوم عصيب تنقل فيه من منطقة لاخرى بطاكسيه الصغير العزيز, نال منه التعب حتى انهكه, فالساعات الطوال التي امضاها وهو يجول طرقات المدينة وشوارعها قد جعلت النوم يداعب جفونه ويدعوه للعودة بأسرع ما يمكن الى عشه الصغير
انطلق نحو طريق البيت ; وكله فرح للقيا ابنائه الصغار ; أحدهم يوقفه في وسط الشارع الرئيسي ; رجل وامرأتان احداهما حامل ; توقف الجيلالي وكله امل ان يكون مسارهما من طريق رجوعه ; وان كان العكس فقراره سيكون رفض التوصيلة بالطبع
طاكسي , طاكسي ..............هكذا نطق الرجل وكله شغف لتوقيف الطاكسي الذي استجاب مع النداء**
من فضلك اخي المستشفى المركزي**
وقبل ان ينطق الجيلالي بالجواب الرافض , قدم الرجل ورقة زرقاء من فئة200درهم ; ملحا على الجيلالي القبول : ارجوك سيدي خدها , فقط اوصلني للمستشفى فزوجتي على وشك الانجاب
كيف يفكر الجيلالي بقرار القبول او الرفوض وورقة المئتي درهم بين يديه , كلفة طريق مدتها سبع دقائق ولا تكلف سوى 15 درهما ; كيف يفكر والتعب قد انهكه , وجعله لا يريد المرور من طريق تغيب عنها الانارة وتتميز بخلوها في هذا الوقت من الليل
افكار عديدة دارت في خلج الجيلالي الذي قبل بايصال الرجل والمرأتين معه ; فأن يدخل على أسرته بدرهم زائد لهو كل المقابل الذي يتمناه على سهره وعمله طيلة اليوم *************
ركب الثلاثة في الطاكسي الصغير , وشفاههم لا تنطق الا بشكر السائق على لطفه الكبير معهم وكيف سمح لهم بالركوب بعد منتصف الليل ;;;;;;; جالسه الرجل , بينما جلست المرأتان ذواتا الخمار في الخلف ; آهات الحامل تسمع في أذني الجيلالي صرخات مدوية كالرعد جعلته يرفع صوت المذياع تفاديا لسماع انين المرأة ووجعها
مرت ثلات دقائق ; ودخل المسار في فروع الطريق المظلمة , أحس الجيلالي بحركة خلفه ; لم يدر ما هي , شيء بارد وضع فوق رقبته , ضحك الرجل قائلا : يلاه ....... افرغ محتويات جيبك ; وكل ما في الطاكسي من نقود والا نحرنا عنقك لم تكن تلك سوى سكينة حادة وضعتها المرأتان الخلفيتان حول عنق الجيلالي ; ولم يكن الثلاتة سوى مرتزقة عابثون ; حصلوا على طريدة الليلة , يسلبونها رزقها ورزق عيالها , طريدة عرفوا كيف يوقعوها في الفخ , فيقنعوها بالمرور من طريق خلاء , في وقت خلاء , فقط ب 200 درهم ; ليكون ربحهم اضعاف مضاعفة لهذا المبلغ بــــقــــــلــــمــــــي
لم يكن من الجيلالي سوى الاذعان ; أفرغ الجيوب ومخابئ السيارة من نقودها ; وقدمها للصوص المحترفين الذين لعبوا لعبة السرقة فأتقنوها ; أوقفوا الطاكسي , ربطوا سائقه مع المقعد بعد ان اخدوا كل ما يملك ; ولم يسلم منهم حتى مذياع السيارة الحصين ; اغمضوا عينيه ولاذوا بالفرار تاركين الجيلالي مقهورا بحسرته على رغبته في الدخول بمدخول جيد على أطفاله ; رغبة تحولت لكابوس حرمه من رؤية الفرح في وجوههم وجعلته يبكي ويتخيل حالتهم بعد ان يعود اليه خالي الوفاض الا من كدمات جعلها اللصوص ذكرى خالدة لن ينساها ابدا