طاكسي ....طاكسي
لم تستطع هبة تمالك نفسها من شدة الفرح, فلقد كانت اللحظات التي عاشتها قبل الاعلان عن نتائج الباكلوريا جد قاسية بالنسبة لها , كابوس طويل عاشته لأيام عديدة وهي ترتقب نتيجة عملها لاثني عشر سنة, ليتوج كل ذلك التعب بنجاح رائع بميزة لطالما حلمت بها ; (متفوق) هو أعلى ما كانت تترجاه , وهو الحلم الذي عاشت عليه أيام طوال مثما عاش عليه جميع افراد عائلتها
سارت والفرحة تعتريها ; قافزة تجري في الشارع الرئيسي , ارادت أن تستبق الأحداث وفضلت عدم انتظار الحافلة العمومية , فلم تشعر إلا ويدها ممدودة في إشارة لسائق الطاكسي (سيارة الأجرة) من أجل التوقف
?طاكسي ........طاكسي ;;;; حي تمحضيت من فضلك **
ركبت والسعادة تغمرها , أحاسيس كثيرة تتناوب التعاقب في ذاكرتها , دراستها الثانوية انتهت ;, وآفاق المستقبل أمامها, جميع الأبواب ستفتح , لأنها ولها الفخر حصلت على أعلى معدل في مدينتها
كل الأحلام التي عاشتها خلال ركوبها الطاكسي , أنستها النظر في وجه سائقها , الذي كان ثملا , عيناه لم تغفلا أبدا عن جسدها الممشوق جمالا; تتصفحانه عضوا عضوا, رغم أنه كان مستورا بالكامل ; إلا أن مفاتن الجمال كانت واضحة المعالم في عينيه; ليقرر بعدها أنه وجد حضوته الليلة
هبة , لم تنتبه أبدا ان طريق العودة كانت غير معتادة , فعالمها المستقبلي الذي كانت تفكر فيه ; ودنيا الآت التي حلمت بها ; أنستها الانتباه لطريقها وللمدة التي طالت من اجل الوصول لمسكنها
آي.........حصى في الطريق اعادت هبة لصوابها , فتساءلت بصوت صارخ
ألطريق ليست من هنا سيدي **
نعم أختي فهناك إصلاحات في الطريق الأخرى , ألم تنتبهي للافتات المكتوبة التي رأيناها **
وكأنما أحس انها عاشت في دنيا أخرى وأنها لم تبالي ابدا , بعدم وجود اي لافتة في الطريق
بعد كلمات السائق; أحست هبة بوخز في قلبها , بعد اشتمامها لرائحة الخمر تفوح من فاه سائقها ; إلا أنها لم تهتم بالأمر, فاعتيادها لسنوات طوال على الارتحال لمدرستها بواسطة الحافلات العمومية , علمها مجاراة انواع البشر العديدة ومن بينهم من جادت عليه قريحته بالثمالة
توقف الطاكسي بعد نصف ساعة ليتوقف معه تفكير الهبة ; المكان تجهله تماما , لا تعرف عنه شيئا, أحست بالخطر ولم تنتبه إلا وباب الطاكسي يفتح , ويد منه تمتد لتجرها من شعرها الذهبي الباهت
لم تعرف ماذا يحدث , رجل كان قبل قليل يقود بها طاكسيه الفاتن ; وها هو الان يضربها ,
صرخت ولم تعرف ما يقع
هربت ولم تعرف ما يحدث
توسلت إليه فلم يعرها اهتماما ; فغريزته تحركت ; والغريزة الجامحة , لا يستطاع توسل كبحها
أسقطها على الأرض , قاومت بكل ما تملك ; ولم تحس إلا وصخرة تقع على رأسها , باردة ضخمة من صخور المكان القاحل الذي وصلت إليه دون أن تدري
*******************
اجتمع الناس وسط الشارع ولسان حالهم يحوقل حول جتة فتاة وجدوها ملقاة في بركة دماء , وسط الشارع الرئيسي , تكاثرت همسات الناس , حول سبب الوفاة الذي جعلوه جميعا , نطقت سيدة عجوز وسط الجماعة
رحمها الله ; مثل القمر ***
غادرت الموكب , متأسفة , ترجلت الى جنبات الشارع , مدت يدها في إشارة لسيارة قادمة : طاكسي .............طاكسي
بقلمي