Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
مـغـربـيـة
مـغـربـيـة
Publicité
مـغـربـيـة
Newsletter
Archives
15 juillet 2007

عــبد الـرحـمـان


stethoscope

لن أنسى يوما تلك الابتسامة الرائعة التي كان يستقبلنا بها; كلما قدمنا إليه من أجل الاطمئنان على حالته , كانت توحي إلينا بالأم الذي يملؤه , في مستقبل ملييء بالبشر والسرور ,كأنما يقول للمرض:سأقهرك يوما , وسأستمر في حياتي مثلما اخترتها أنا

لن أنسى ما حييت أول مرة رأيته فيها , كان جالسا القرفصاء , متكئا على حائط بارد برودة التاريخ الذي عاصره ذلك المستشفى; توقفنا أمامه ليستقبلنا بابتسامته الدافئة ; كأنما يقول لنا ; انظروا لحالة جديدة نادرة تمنيتم مشاهدتها ودراستها
سألناه عن بداية مرضه, فابتسم ونطق بصوته الهاديء الذي دخل بدون استئذان لقلوبنا , واخبرنا انه عاشر الالم والقهر والمرض منذ ازيد من عشرين سنة
تفاجأنا كثيرا ; شاب في الثلاثين من عمره يخفي وراء ابتسامته الدافئة وصوته الهادئ ولحيته الكثيفة , هيكلا عظميا قهره المرض فاستعصى معه العلاج , لكنه أبى ان يكون هناك حدود لأمله في العودة للحياة , وأبى اكثر ان يرفض ما منحه الله عز وجل له , تخفيفا للذنوب ورحمة منه في الدنيا
أحببناه جميعا , كنا نفرح بمساعدته ,والحديث معه , رغم أنه كان قليل الكلام , دائم الابتسام ; لسان حاله ينطق بحمد الله الذي لا نمل من حمده

زرناه ذلك اليوم مساء للاطمئنان عليه , حالته كما هي , غريبة وجدناها , طلب من الخروج لاستنشاق الهواء , فما كان من شقيقه الا أن استجاب لطلبه , فما عرفنا جميعنا أن ذلك كان آخر هواء سيستنشقه
تركناه وغادرنا, على أمل لقائه غدا
عدنا , في الصباح الباكر , لنجده قد رحل لمكان الخارج منه, إما مدفون او مولود ; غرفة للعناية المركزة تفتقد لروح البشر الذين يفترض بهم تأمين هاته العناية
عرفنا آنذاك أنها ستكون النهاية, فالمرة الوحيدة التي زرت فيها ذلك المكان , قدخسرت فيه شخصا احبه جدا , وعلمني الكثير ........فكرهت هذا المكان وكرهت العودة إليه


عبد الرحمان الآن  بين يدي ربي الكريم , في جنات الخلد   بابتسامته المعهو  ذ وبصوته الدافئ  ولحيته الكثة ورأسه المائل
ربي تعالى اختاره رفيقا في الجنة ; ليترك في قلوبنا وعقولنا  صورة بشر حسبناه حالة نادرة , ليكون بالنسبة  لنا ;شخصا لن ننساه  ما حيينا ; ولا ننسى ابدا تشبته بالأمل وإيمانه بالقدر الذي منحه اياه من يقدر على منحنا الحياة ومعها الامل

رحمك الله يا عبد الرحمان

Publicité
Publicité
Commentaires
M
قلب الفولاذ الذي كنا لا نملكه اصبح هو الذي يمتلكنا<br /> فصارت بعض القلوب جافية ; صلبة كالصخر لا تبالي بالام الاخرين<br /> لكن القلوب الرحيمة ; مهما حاولت ادعاء الصلابة , لكن الطبع يغلب تطبعها<br /> <br /> شكرا لمرورك اخي الطيب<br /> ودامت لنا اناملك التي تخط ردودا كالشهد
T
في يوم مضى منذ زمن كنت عزمت امري ان ادخل كلية الطب وبرمجت اموري على ذلك ، لكنني وبعد ان اصبحت في نقطة الاختيار عدلت عن ذلك الاختيار وكم حمدت الله اني غيرت رايي لاني ما كنا لاصلح ابدا كطبيب ؟؟<br /> كان الله في عونكم فأن يعيش الانسان مرض الناس والمهم ووجعهم ويتعامل معه ليل نهار ويرى مآسيهم تتجسد امامه وآمالهم تذوي أمر ليس هينا ويحتاج لقلب من فولاذ لست املكه وان كان علاج الناس وتخفيف المهم ورسم الابتسامة على شفاههم من جهة اخرى قد يخفف الكثير من قتامة الصورة لكن الامر يبقى في عمومه صعبا ليس هينا وانا هنا بالطبع اقصر حديثي على الطبيب الانسان لا الطبيب الذي يمتهن الطب كحرفة للاسترزاق وحسب <br /> لك مني كل التحية والرحمة لنا جميعا على هذه الارض<br /> تحياتي<br /> الطيب
M
amine ya rabe al3alamine
A
allah yera7mo
M
احمد الله اخي الجوبا على هاته النعمة الكريمة ; وشكرا لقلبك الطيب واحساسك النبيل<br /> سلامي الحار
Publicité